تحليل اسعار بعض المؤشرات الاستهلاكية في ظل انخفاض سعر صرف الليرة السورية
يوليو 08, 2020 1845

تحليل اسعار بعض المؤشرات الاستهلاكية في ظل انخفاض سعر صرف الليرة السورية

حجم الخط

أصدر مركز جسور للدراسات بالتعاون مع منصة InformaGENE لتحليل و اظهار البيانات، دراسة تحليلية بعنوان: 

تحليل اسعار بعض المؤشرات الاستهلاكية في ظل انخفاض سعر صرف الليرة السورية

 

شهد النصف الأول من العام 2020 تطورات جوهرية على مستوى معيشة المواطن السوري في مختلف المناطق السورية، حيث اتسمت الحالة المعيشية بانخفاض ملحوظ في الدخل الحقيقي للمواطن السوري و ما يتبعه من قوة شرائية، كما ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق.

ونستطيع أن نضع مجموعة من الملاحظات الرئيسية هي:
 الدخل القادم من المؤسسات الحكومية الرسمية في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية هو الأعلى حيث بلغ قرابة 145 دولاراً (300 ألف ليرة سورية) مقابل أقل من 30 دولاراً في مناطق سيطرة النظام (60ألف ليرة سورية) فيما بلغ في مناطق سيطرة المعارضة أكثر من 75 دولاراً بقليل ( 160 ألف ليرة سورية).
مع الأخذ بعين الاعتبار أن نسب البطالة متفاوتة في هذه المناطق ولكنها بالمجمل مرتفعة للغاية و لا تزال المؤسسات الرسمية تشكل أحد أهم مصادر الدخل في البلد.
 تطور سعر الدولار مقابل الليرة السورية منذ بداية العام بشكل كبير وغير مسبوق ليصل مع نهاية شهر أيار- مايو إلى أكثر من 1800 ليرة ثم يصل في حزيران – يونيو إلى 3900 ليرة ويعود لينخفض إلى أقل من 2500 ليرة سورية مع نهاية حزيران.
 أسعار المواد الرئيسية ارتفعت بشكل كبير ومتفاوت بين منطقة و أخرى فسعر ليتر المازوت وصل إلى 1600 ليرة سورية في ادلب، فيما بقي ثابتاً عند متوسط 200 ليرة في مناطق النظام ( توزيع حكومي) ولكن السعر مختلف في السوق السوداء حيث أنه أكثر ارتفاعاً، أما في مناطق سيطرة سورية الديمقراطية فكان الأقل على الإطلاق بحوالي 130 ليرة وذلك لتوافر الوقود بكميات كبيرة في هذه المناطق.
 كما تعرضت مادة الخبز لارتفاع كبير نحو 1000 ليرة تقريباً في إدلب و محيطها و قرابة 600 ليرة في مناطق سيطرة النظام ونحو 250 ليرة في مناطق سيطرة سورية الديمقراطية بسبب توافر القمح بكميات أكبر من غيرها.
 كما وصل كيلو اللحم إلى أكثر من 10000 ليرة سورية فوصلت في إدلب و محيطها إلى نحو 15 ألف ليرة و في مناطق سيطرة النظام إلى نحو 12 ألف ليرة سورية و كانت مناطق سيطرة سورية الديمقراطية هي الأقل مرة أخرى بسبب توافر الثروة الزراعية نسبياً وأكثر من غيرها رغم تصدير كميات كبيرة منها نحو العراق في السنوات السابقة.
 كما نلاحظ أن الوجبات الجاهزة الأكثر شيوعاً كالفروج مع البطاطا و اللحم مع الأرز فاقت4500 ليرة سورية في مناطق سيطرة النظام و منطقة إدلب و ماحولها، فيما كانت أقل من ذلك بقليل في مناطق سيطرة سورية الديمقراطية.
نلاحظ بشكل واضح أن الفجوة بين الدخل المستلم وبعض الأسعار الرئيسية في السوق السورية تصبح أكبر فأكبر مع انخفاض سعر الليرة السورية، مما يجعل العمل الرسمي في مناطق سيطرة النظام تحديداً أمراً مكلفاً بشكل كبير حيث إن العامل يصرف وقتاً وجهداً كبيرين مقابل أجر زهيد.
نسب البطالة الكبيرة في كل هذه المناطق يضاف لها انخفاض القوة الشرائية للعاملين في المؤسسات الرسمية و معظم المؤسسات الخاصة تجعل فئة الفقراء تتسع أكثر و أعداد من يهبطون تحت خط الفقر أكثر.
المناطق التي يتوفر بها استقرار ضمني مع موارد طبيعية أكبر كما هو الحال في شرق سورية تعتبر الأرخص و يمكن للزراعة بشقيها الحيواني و النباتي أن تساهم في تخفيض الأسعار خاصة مع توافر المساحات الزراعية الواسعة في مناطق المعارضة ومناطق النظام.
أصبحت الليرة السورية عبئاً أكثر من كونها وسيطاً أميناً لتحديد القيم وتخزينها حيث نلاحظ أن انخفاضها يجعل المواطنين أفقر و الأسعار أعلى ويسبب بمشاكل على مستوى التجارة و الصناعة و الخدمات.

 

للاطلاع على الانفوغرافيك بدقة عالية يمكنكم تحميل النسخة الالكترونية