قراءة تحليليّة.. واقع التنظيمات الجهادية في إدلب بعد تفاهم موسكو
مارس 30, 2020 1304

قراءة تحليليّة.. واقع التنظيمات الجهادية في إدلب بعد تفاهم موسكو

حجم الخط

قراءة تحليليّة: واقع التنظيمات الجهادية في إدلب بعد تفاهم موسكو 

استنزفت معارك الحملات الخمس المتتابعة منذ أيار/ مايو 2019 قدرات كل من فصائل المعارضة المتمثّلة بالجيش الوطني السوري والجبهة الوطنية للتحرير، وكذلك التنظيمات الجهاديّة المتمثّلة هيئة تحرير الشام، تنظيم حراس الدين، جماعة أنصار التوحيد والحزب الإسلامي التركستاني وأنصار الفرقان. 

في الواقع، جاء التفاهم الروسي التركي في 5 آذار/ مارس 2020  كفرصة لإعادة ترتيب الصفوف وترميم خسائرها الماديّة والبشريّة، بالتوازي مع تباينٍ في المواقف تجاه تطورات الميدان، تظهرها نشاطات الاعتصام المستمر على الطريق الدول M4 أو من خلال استهداف إحدى الدوريات التركية بعبوتين ناسفتين في 19 آذار/ مارس 2020.

• من الملاحظ حرص هيئة تحرير الشام على استمرار تقديم نفسها باعتبارها الجسم العسكري والإداري الأقوى في المنطقة، لذا فإنها ما زالت تعلن عن دعوات للانتساب إليها، كما تشير المعلومات الواردة إلى دورها المباشر في التجهيز للاعتصام الشعبي على طريق M4 وإجبارها -بشكل متكرّر- موظفين عديدين في إداراتٍ تابعةٍ لها ولحكومة الإنقاذ للانضمام إلى الاعتصام.

• بالمقابل لم تُعلن غرفة وحرّض المؤمنين رفض أو قبول الوجود التركي، كما أنها ترى في محاولة تفكيكها اعتداءً يجب التعامل معه بشكل عسكريٍّ، إلا أنّ التنظيمات العاملة ضمنها لا تؤيّد الاعتداء على الدوريات التركية أو المشتركة على الطريق الدولي، كما أنها تعاني من تناقص مواردها البشرية واللوجستيّة والماليّة بشكل كبيرة.

• بدورها مجموعة أنصار الفرقان تناصر الاعتداء على عناصر الجيش التركي لدواعٍ مختلفة كالكفر والعلمانية ومشاركة روسيا والنظام في الاعتداء على إدلب، ولذا فإنه لا يستبعد أن يكون أفراد من هذه المجموعة قد قاموا بتنفيذ العملية المذكورة ضد إحدى الدوريات التركية قرب بلدة محمبل في ريف إدلب الجنوبي الغربي.
 
على الرغم من اتباع كل هذه الجماعات مقاربات مختلفةً في تناول الوجود التركي، إلا أن مقاربة هيئة تحرير الشام التي تتناغم مع الموقف التركي تبدو الأقوى والأقدر على مواجهة خروج التنظيمات الأخرى عن الهامش المتاح لها، ولذا فإنّه من المرجّح بقاء هذه التنظيمات في إطارها الحاليّ، وترحيل مسألة تفكيكها إلى حين استقرار مسار وقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى مناطقهم.