تغيرات الملف الليبي وآثارها في سوريا
يونيو 10, 2020 1256

تغيرات الملف الليبي وآثارها في سوريا

حجم الخط

تحت المجهر | تغيرات الملف الليبي وآثارها في سوريا


تشهد الملفات الإقليمية تشابكات واضحة من حيث المتغيرات والفاعلين وطبيعة الصراع. إرتبط الواقع السوري والليبي بتشابهات عدّة منذ بداية الصراع وحصلت متغيرات ومفارقات كبيرة، ليعود الملفان مرة أخرى للإرتباط بشكل كبير وذلك بسبب عوامل جعلت احتمالية ارتداد تطورات أحدهما على الآخر أمراً واقعاً، خاصة في حالة التصعيد العسكري أو التوتر المرتفع بين اللاعبين الدوليين الذي جعل من الملفين أداة كبيرة للتفاوض.


ويمكن القول أن أبرز العوامل المشتركة بين الملفين السوري والليبي هي:
1-
تنامي التأثير التركي والروسي في سوريا وليبيا، حيث أصبحت موسكو وأنقرة من أهم اللاعبين الدوليين في الساحتين.
2- ليبيا وسوريا تشكلان نقطتي ارتكاز مهمتين في استراتيجية روسيا بمنطقة الشرق الأوسط.
3- التقارب المتصاعد بين النظام السوري واللواء "خليفة حفتر" أحد طرفي الصراع الليبي.
4- الدور الذي باتت تلعبه بعض الفصائل المدعومة تركياً في الملف الليبي، وما يتبعه من إنعكاسات في سوريا.
5- أهمية كل من سوريا وليبيا بالنسبة للأمن القومي لدول أوروبا الغربية، على اعتبار أن الدولتين تطلان على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وتعتبران مصدراً للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى أوروبا.


وقد ظهرت ارتدادات الملف الليبي في سوريا وتحديداً محافظة إدلب في مناسبات عديدة أهمها:
1- قبول بعض فصائل المعارضة السورية فكرة مساندة الجيش التركي في ليبيا، مما أعطى الحكومة التركية الفرصة للتأثير أكثر على قرار الجيش التركي الخاص بالانخراط في ملف إدلب بشكل أوسع منذ مطلع العام الحالي، على اعتبار أن المصالح المشتركة تعمقت ولم تعد تقتصر فقط على منطقة واحدة.
2- إستخدام التحركات العسكرية والتصعيد العسكري لضبط التفاهمات السياسية في الملفين والحفاظ على توازن نسبي في الملفين. 
3- حرص روسيا على تواجد عسكري فاعل مع اختلاف حجمه وتأثيره في كل من ليبيا وسوريا خلال الأسابيع الماضية، الأمر الذي يعطي مؤشراً على اعتبار موسكو أنَّ الملفين مرتبطان بشكل كبير.
4- التعزيزات العسكرية التركية في سورية التي من شأنها الحفاظ على التفاهمات السياسية مع روسيا، وخصوصا مع التقدم العسكري التركي في ليبيا الذي يشهد بعض التضارب مع المصالح الروسية هناك. 

لقد ساهم هذا التداخل بإيجاد فرصة للطرفين لخلق مساحة تفاوضية بينهما، كما سمح التداخل بمزيد من التحركات التي تعظم مصالحهما في المنطقة مع الحفاظ على التفاهمات الكبرى بينهما. 

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا