تقديس القائد في الحركة السياسية الكردية
أكتوبر 20, 2017 2031

تقديس القائد في الحركة السياسية الكردية

حجم الخط
تمهيد
قداسة و"تأليه" الزعماء عادةٌ قديمة قِدم التاريخ البشري، وهي متجذّرة في الشرق عموماً لاعتبارت عديدة. واستُخدم التقديس عبر آلاف السنين كأسلوب لتحفيز الأتباع وكسب ولائهم ودفعهم للتضحية. وشكّلت "صناعة التقديس" أولوية مطلقة لدى العديد من الأنظمة الشمولية عبر التاريخ. 
وقد قدّمت التجربة الشيوعية والاشتراكية في القرن العشرين نماذج متطرفة في تقديس الفرد، وأثّرت هذه النماذج في معظم دول الجنوب. ومن أبرز هذه النماذج: لينين (1870-1924)، وستالين (1878-1953) [الاتحاد السوفييتي]، وماو تسي تونغ (1893-1976) [الصين]، وفيدل كاسترو 1926- 2016 [كوبا]، وكم إيل سونغ (1912-1994)، وكم جونغ إيل (1941-2011) [كوريا الشمالية]. 
وشهدت منطقة الشرق الأوسط نماذج تقديسها الخاصة، والتي استوحت من النماذج الدولية، وطوّرتها وأضفت عليها لمساتها الخاصة. وأبرز هذه النماذج: حافظ الأسد (1930-2000)، وصدام حسين (1937-2006)، ومعمر القذافي (1942-2011).. إلخ. وكان نقد هؤلاء الزعماء أو التحدث عنهم بطريقة غير لائقة يعرّض الشخص لأقسى عقوبة في تلك الدول، إن لم يكن التعذيب والقتل في ظلمات السجون، عدا عن تحويل كلمات الزعيم إلى مصدرٍ للحكمة، وصوره رمزاً للولاء، وإجبار الناس على تعليقها في المؤسسات الحكومية والخاصة، ونشر صوره الضخمة وتماثيله في الشوارع، ومنحه الألقاب الكبيرة كـالقائد العظيم والخالد والملهم.. إلخ، ونسبة كل إنجاز إليه، باعتباره منحة ونعيماً من نِعم القائد(1) .
ولكن ما يستحق النظر والدراسة هو تأثر بعض الحركات والأحزاب الثورية التي وقفت ضد تلك الأنظمة بهذا المفهوم وتطبيقها لمبدأ تقديس وتأليه الزعيم، ، متأثرة بالحالة الشرقية العامة التي يغلب عليها تقديس الأشخاص. 
ويُلاحظ أن تقديس القائد في الحركات السياسية ارتبط بشكل أساسي بالحركات المسلحة، وقلّما يظهر بشكل واضح المعالم في حركة سياسية غير مسلّحة، وهي إشارة إلى أنّ التقديس يرتبط بالقوة القادرة على فرضه، وكسب احترامه حتى من غير المؤمنين به.
ولم يكن الواقع الكردي استثناءاً من هذه الظاهرة. ووصل الحال في الحركة الكردية إلى نسبة أتباع الحزب إلى اسم قائد الحزب بدلاً من اسم الحزب، فإن كان الشخص من أنصار حزب العمال الكردستاني فهو (آبوجي Apoçî) نسبة إلى شخص قائد الحزب الذي يلقب بـ (آبو Apo)، وإن كان من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني فهو (برزاني Berzanî) نسبة إلى قائد الحزب السابق (مصطفى البرزاني) والقائد الحالي (مسعود البرزاني)، وإن كان من أنصار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فهو (جلالي Celalî) نسبة إلى شخص قائد الحزب (جلال الطالباني).
 
الأحزاب الكردية ومفهوم القداسة
لم تَخلُ الساحة السياسية، والعسكرية الكردية من أحزاب وتنظيمات جعلت من قائدها منزهاً ومقدساً، بل وإلهاً ولكن بألفاظ أخرى، فنقده كان وما زال يعني أنّ المنتقد يقف ضد الحقوق الكردية، و"خائن"، و"عميل" لأعداء الكرد.
في الوقت الذي لا يمكن تعميم هذه الظاهرة على جميع الأحزاب الكردية وخاصة في سورية، فإنّ الأحزاب الكردستانية الثلاث تعتمد مبدأ التقديس للزعيم، ولم يتغير زعيمها منذ تأسيس الحزب وحتى اليوم. وتُعلّق صوره التي توثق حياته منذ الصغر وحتى اليوم في جميع مكاتب الحزب، ويمنع حتى في بعض الأحيان الجلوس بطريقة (وضع الساق على الساق) "احتراماً للقائد" (2).
مع اعتماد الأحزاب الكردية الرئيسية الثلاث - التي تعتبر الأحزاب الكردية السورية فروع منها أو متأثرة بها – على مبدأ قدسية الزعيم والقائد، وضرورة عدم المساس به، فإنّهم يختلفون في درجة هذه القدسية، وطريقة اعتمادها، لذلك لابد من تناول كل حزبٍ على حدة.
 
حزب الاتحاد الديمقراطي pyd (حزب العمال الكردستاني pkk) 
يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي(3)  الذي تأسس في 20/9/2003 أحد فروع حزب العمال الكردستاني(4) الذي تم تأسيسه على يد عبد الله أوجلان وبعض رفاقه في 27/11/1978. يحمل الحزب الفكر الماركسي الشيوعي، ومنه اقتبس اسم الحزب (العمال)، ومنه أيضاً اقتبس شعاره الأولي عند التأسيس(5) . ومازال (عبد الله أوجلان)(6)  يتزعّم الحزب منذ (39) عاماً، رغم اعتقاله في 14/2/1999.
ويُعتبرُ حزبُ العمال الكردستاني، وفرعُه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، من أكثر الأحزاب الكردية تقديساً لزعيمها. فإضافة إلى أنّه ما زال يتزعم الحزب منذ تأسيسه قبل 39 عاماً وحتى اليوم، فهو الزعيم الروحي للحزب، و"فيلسوف الأمة الديمقراطية"، و"فلسفته هي التي أحيت الشعب الكردي". 
ويرفض الحزب نقد القائد، أو وصف آرائه أو بعضها بالخاطئة، فهو لم يخطئ منذ أن دخل المعترك السياسي وحتى اليوم، وجميع آرائه صحيحة ويمنع النقاش حولها، وهي للتطبيق فقط. ولا يخلو بيت من بيوت مؤيدي الحزب من صوره المعلقة على جدران المنزل. علاوةً على ذلك فميلاده الذي يصادف الرابع من نيسان ليس ميلاده فقط، بل هو "ميلاد الشعب الكردي وكافة الشعوب الشرق أوسطية"(7) ، وفي كل عام يحتفل الحزب وأنصاره بهذا اليوم. وفي عام 2017 فقط افتتح الحزب العشرات من الحدائق في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية باسم (حديقة القائد آبو) و(حديقة أوجلان) وغيرها من الأسماء المشابهة. بل تعدى الحزب ذلك ليحتفل بذكرى وفاة والدة زعيم الحزب (الأم عويش) فهي التي ولدته، ومنها تعلم قائد الحزب الكثير، وتم تنظيم سنة 2017 عدد من الاجتماعات بمناسبة هذه الذكرى(8) .
ويأخذ التقديس عند العمال الكردستاني وفروعه الطابع الشخصي لزعيم الحزب، واستغلال الأيديولوجية التي يؤمن بها، أكثر من الطابع العشائري والعائلي، فلا توجد ميزات تذكر لعائلة أوجلان، ما عدا والدته، ولا يوجد لديه أقارب ضمن قيادات الحزب، باستثناء شقيقه (عثمان أوجلان)؛ والذي ترك الحزب منذ 2004. ويمكن تشبيه حالة تقديس الزعيم عند حزب العمال الكردستاني بالحالة التي كانت موجودة عند لينين وستالين، فالتركيز يكون على الشخص وأفكاره من دون التركيز على عائلته وعشيرته.
وبحسب الكاتب الكردي هوشنك أوسي فإنّ تقديس الحزب لزعيمه لم يبدأ مع تأسيس الحزب بل بدأ بعد عام 1985، وخاصةً بعد المؤتمر الثالث للحزب، حين تخلص عبد الله أوجلان من بعض منافسيه من قيادات الحزب(9) .
 
الحزب الديمقراطي الكردستاني 
تأسس الحزب في 12/8/1946 بقيادة (الملا مصطفى البرزاني) باسم (الحزب الديمقراطي الكردي)، ثم تغير اسم الحزب في المؤتمر الخامس الذي انعقد في مدينة كركوك بتاريخ 26/1/1953 إلى (الحزب الديمقراطي الكردستاني)(10) . ويُعدّ من الأحزاب القومية الليبرالية. يترأس الحزب منذ (38) سنة (مسعود البرزاني)(11) ، بعد وفاة والده مؤسس الحزب (ملا مصطفى البرزاني) عام 1979، والذي بقي في رئاسة الحزب لمدة (33) عاماً.
ويعتبر الملا البرزاني الأب والبرزاني الابن من الشخصيات المقدسة لدى الحزب. ويوصف الملا مصطفى لدى الحزب وأنصاره باعتباره "الأب الروحي للكرد".
ويستخدم الحزب الديمقراطي الكردستاني وأنصاره مصطلحَ "النهج" عوضاً عن مصطلح "الفلسفة" الذي يستخدمه حزب العمال الكردستاني، حيث يحضر نهج البرزاني كمقابل لفلسفة أوجلان عند العمال الكردستاني، ويُصنَّف النهجُ والفلسفةُ عند كل حزب منهما كطريق صحيح وحيد.
وعلى غرار حزب العمال الكردستاني يحتفل الحزب وأنصاره سنوياً بذكرى ميلاد الملا مصطفى، والتي تُصادف الرابع عشر من آذار، وذكرى وفاته التي تُصادف الأول من آذار(12) . ولا يخلو بيت من بيوت أنصار الحزب من صور الملا مصطفى البرزاني وابنه مسعود البرزاني، بل وتعلق أحياناً صور عائلة البرزاني كلها.
ويأخذ التقديس عند الحزب الطابع العشائري أكثر من الطابع الأيديولوجي، كما هو الحال عند حزب العمال الكردستاني. فعشيرة البرزاني تؤدّي دوراً كبيراً في تقديس شخصيته، وتستفيد بدورها من هذا التقديس، ويُعدّ انحدار الشخص من عشيرة (البرزانية) صفة تُميّزه عن غيره، ومعظم أفراد العائلة من الشخصيات القيادية في أربيل، مثل: نيجرفان برزاني (رئيس الوزراء)، وسرور البرزاني (مستشار الأمن في الإقليم)، ومنصور برزاني (قيادي في البيشمركة). وإنّ صح التشبيه فإنّ الحالة تشبه إلى حدِ ما تلك التي كانت موجودة في سورية أثناء حكم حافظ الأسد، والعراق أثناء حكم صدام حسين.
ولكن بشكل عام، يمكن القول أن تقديس الزعامة عند الحزب الديمقراطي الكردستاني أقل مما هو موجود عند حزب العمال الكردستاني، ولعلّ السبب الأبرز أنّ إقليم كردستان العراق لم يشهد وجود حركة سياسية وحيدة تستطيع فرض زعيمها وقدسيته على غيره من الأجسام السياسية(13) ، بينما يختلف الوضع عند حزب العمال الكردستاني وفرعه حزب الاتحاد الديمقراطي، فهما يعتبران حالياً الأجسام السياسية والعسكرية الوحيدة التي تتحكم بالمناطق الكردية في سورية، وكذلك ببعض المناطق الكردية الجبلية في إقليم كردستان العراق، وتركيا، بما مكّنهم من فرض قدسية الزعيم الواحد على تلك المناطق.
 
حزب الاتحاد الوطني الكردستاني 
تأسس الحزب في 1/6/1975 برئاسة (جلال الطالباني)(14) ، الذي كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وانشق نتيجة خلافات مع قيادة الحزب ليؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975، وأصبح رئيساً له منذ ذلك الحين وحتى وفاته في 3/10/2017.
على غرار الحزبين الآخرين فإنّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يقدّس زعيمه ومؤسسه (جلال الطالباني). لكن تقديس شخصية الزعيم عند الاتحاد الوطني أقل بكثير مما هو عند الحزبين الآخرين (الديمقراطي الكردستاني، والعمال الكردستاني) وذلك لأنّ معظم قيادات حزب الاتحاد الوطني من الأكاديميين، كما أنّ الحزب تأسس بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، أي أنّ الساحة السياسية لم تكن خالية ليتمكن من فرض زعيمه على الجميع، ولكن كما هو الحال عند أنصار الحزبين الآخرين؛ فمن الصعب أن تجد من أنصاره من يَقبل انتقاده أو وصفه بصفات يرون أنها لا تليق بزعيم مثله. 
ويتصف الطالباني عند أنصاره بصفه تميزه عن الآخرين، فهو "ثعلب السياسة" و"السياسي الكردي" الذي لم يولد مثله في التاريخ الكردي.. إلخ.
ويأخذ التقديس الاتجاهَ الأسري والعشائري كما هو موجود عند الحزب الديمقراطي الكردستاني، فـ(قوباد طالباني) هو نائب رئيس مجلس الوزراء هو ابن جلال الطالباني، ويعتقد أنه من سيخلف والده في رئاسة الحزب. غير أنّ قوة عشيرة الطالباني ضمن الحزب أقل مما هي قوة عشيرة البرزاني ضمن حزبه. 
 
الحركة الكردية في سورية وتقديس القادة والقيادة
تتبع معظم الأحزاب الكردية في سورية لغيرها من الأحزاب الكردستانية الثلاث (المذكورة آنفاً)، باستثناء حزبي (يكيتي الكردي في سورية) الذي يتزعمه إبراهيم برو، و(حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية) الذي يتزعمه محي الدين شيخ آلي، إلا أنّ الحزبين أيضاً تخندقا في خنادق الأحزاب الكردستانية بعد عام 2011، فتوجه يكيتي نحو خندق البرزاني مع المجلس الوطني الكردي، بينما توجه الوحدة نحو خندق أوجلان مع الإدارة الذاتية.
تأثرت الأحزاب الكردية في سورية بموضوع تقديس الزعيم كجزء من تأثرها بالثقافة الشرقية، والأنظمة التي حكمتهم، والأحزاب الكردستانية التي أصبحوا تابعين لها. فالحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا يتبع (نهج البرزاني) في سياسته، ويعتبر شخصية البرزاني الأب والابن مقدسة وينبغي عدم المساس بها، وإلا فإنّ ذلك يعني الخروج عن قيم (الكردايتي)(15) . وقد يُتهم الشخص بالعمالة لجهات معادية للقضية الكردية.
أما حزب الاتحاد الديمقراطي فلا يختلف في نظرته لـ (عبد الله أوجلان) عن نظرة حزب العمال الكردستاني، فهو يعتبر أوجلان الفيلسوف، ومخلص الكرد والشرق الأوسط والمرأة من الظلم. ويعدّ المساس بشخص أوجلان عملاً يُتهم مرتكبه بالخيانة و"الأردوغانية"(16) ، وقد يُعرض صاحبه للمساءلة الشديدة، والتي قد تكون السجن أو الضرب(17)  إن لم يكن القتل. وينبغي احترام صوره المعلقة في جميع مكاتب الحزب ومؤسسات الإدارة الذاتية أيضاً، وليس فقط شخصه وأفكاره. 
ومن جهته، فالحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية والذي يترأسه (عبد الحميد حاج درويش) يعتبر من الأحزاب المقربة والتابعة فكرياً لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة (جلال الطالباني)، ولذلك فليس غريباً أن تجد صور الطالباني معلقة في معظم بيوت مناصري الحزب، والذين يعتبرون الطالباني "رجل السياسة الكردية الأول". إلا أنّه كما قلنا سابقاً إنّ التقديس والتأليه عند حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أقل مما هو موجود عن غيره من الأحزاب، وهذا هو الحال عند الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية المتأثر به.
الشخصية الأبرز ضمن الحركة الكردية في سورية التي وصلها نوع من التقديس هو (عبد الحميد حاج درويش)(18) ؛ والذي تزعم الحزب منذ عام 1966(19) . ورغم مرضه فما زال حتى الان سكرتيراً للحزب، ويُعدّ عند أنصاره الرجل الروحي للحزب. ويتم اعتباره حاملاً لصفات (جلال الطالباني) من حيث الحنكة والدهاء والذكاء، وإضافة إلى ذلك فنقده أو المطالبة بتنحيته غير مقبول، فهو مؤسس الحزب والمعلم، والسياسي الأحنك، والملهم لأفكار الحزب، والرجل الأنسب للقيادة، لذلك فهو محتفظ برئاسة الحزب منذ (51) عاماً، وتعرض الحزب لعدة انشقاقات بسبب مطالبات بالإصلاح؛ من بينها تغيير السكرتير(20)
وباستثناء شخصية (عبد الحميد حاج درويش) فلا توجد شخصية كردية سورية تم تقديسها من قبل الحركة الكردية في سورية، فكما ذكرنا سابقاً فإنّ الأحزاب الكردية الرئيسية في سورية هي عبارة عن فروع وتوابع لغيرها من الأحزاب الكردستانية الثلاث، وهي تُقدّس زعماء تلك الأحزاب، بل إنّ رؤساء الأحزاب الكردية السورية يقدسون وأحياناً يؤلّهون رؤساء الأحزاب الكردستانية والشخصيات القيادية فيها (أوجلان، البرزاني، الطالباني).
ورغم عدم وجود شخصية كردية سورية مقدسة لدى الحركة الكردية في سورية؛ إلّا أنّنا نجد حالة أخرى مشابهة لها، وهي تمسك رئيس الحزب وأنصار "شخص رئيس الحزب" بكرسي الزعامة والرئاسة لشخصه، وعدم السماح لغيره بتسلم المنصب، وهي حالة منتشرة عند معظم الأحزاب السياسية الكردية، باستثناء بعض الأحزاب من بينها حزب يكيتي الكردي في سورية، الذي يتغير رئيس الحزب فيه كل أربع سنوات، بينما نجد أنّ معظم قادة أحزاب الحركة الكردية يحتفظون بزعامة الحزب حتى الوفاة. 
وقد تسبّب ذلك بالكثير من الانشقاقات في الأحزاب الكردية السورية، فقد انشق الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية أكثر من مرتين بسبب خلافات على تغيير شخص رئيس الحزب. ولم يتغير زعيم حزب المساواة الكردي في سورية منذ تأسيسه/انشقاقه عن الحزب الديمقراطي التقدمي عام 1992 وحتى وفاة سكرتيره الأول (عزيز داود) في 11/4/2013، ومازال (نصر الدين إبراهيم) رئيساً للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بعد تأسيسه/انشقاقه عن الحزب الديمقراطي الكردي في سورية/الديمقراطي الكردستاني– سورية (حالياً) عام 1998؛ أي منذ (19) عاماً وحتى اليوم، ولا زال (طاهر سفوك) رئيس الحزب الديمقراطي الوطني منذ تأسيسه عام 1998 وحتى اليوم، وكذلك (محمد موسى) سكرتير الحزب اليساري الكردي في سورية منذ عام 1996. 
ومن الملاحظ أنّ التقديس عند الحركة الكردية إن لم يكن تقديساً يصل إلى حد التأليه كما هو عند الأحزاب الكردستانية المسلحة، فهو تقديس من نوع آخر، فالزعيم هو الأنسب من بين الجميع، ولن يتغير حتى الموت، ولا يجوز المطالببة بتنحيته أو تغييره، وليس أمام من يرفض ذلك سوى الانشقاق عن الحزب وتأسيس حزب جديد، وفي الغالب فإنّ المنشق سيبقى في زعامة الحزب الجديد إلى حين وفاته، وهكذا.  
وأدّت هذه الحالة عند بعض الأحزاب إلى خلق مناصب جديدة لإرضاء الزعامات، فعندما تأسس (حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية) عام 1993 نتيجة الاندماج بين (حزب العمل الكردي) و(الحزب الديمقراطي الكردي) عمد الحزب لإرضاء زعيمي الحزبين إلى خلق منصبين قياديين في الحزب هو منصب (رئيس الحزب) الذي استلمه (إسماعيل عمر) حتى وفاته في 2010 وبقي المنصب بعده شاغراً حتى اليوم، ومنصب (سكرتير الحزب) الذي استلمه (محي الدين شيخ آلي)، ومازال محتفظاً بالمنصب حتى اليوم، أي (24) عاماً.
وعلى غرار الأحزاب الكردية الرئيسية، أصبحت الأحزاب الأخرى تُعرف باسم باسم سكرتيرها أو زعيمها. فيُقال (حزب الوحدة) جناح شيخ آلي وجناح كاميران، وحزب حميد (نسبة إلى عبد الحميد حاج درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي).
 
قداسة الزعيم السياسي في الحالة الاجتماعية 
أثرت الحالة السياسية كثيراً على الحالة الاجتماعية، فقد انقسم المجتمع الكردي على أسس عشائرية، وعلى أسس التبعية السياسية لزعيم سياسي معين(21) . ووصلت الدرجة في الحالة الاجتماعية إلى حصول خلافات مجتمعية نتيجة الولاء لزعيم سياسي معين، فقد شوهدت الكثير من الخلافات الاجتماعية نتيجة الاختلاف السياسي، وصل لدرجة عدم التزاوج بين أنصار الزعماء المختلفين(22) ، وحصول حالات مشاجرة بسبب نقد شخص زعيم أو قائد معين من قبل الطرف المعارض.
ولم يكن الانقسام المجتمعي بين (البرزانيين والآبوجيين والجلاليين) لاختلافات سياسية في المجتمع بقدر ما تعود لنظرة القدسية والمحبة المفرطة لهؤلاء الزعماء، والتي جاءت نتيجة سياسات إعلامية ممنهجة من قبل هؤلاء الزعماء، أو أحزابهم لنشر قدسيتهم بين الجماهير والقاعدة الشعبية.
هذه القداسة وإن كانت آيلةً وفي طريقها إلى الزوال في التسعينيات، وخاصة بعد اعتقال (عبد الله أوجلان) عام 1999، وانخفاض التوتر بين الأحزاب الكردستانية المتصارعة، وتوجه معظم الحركات السياسية الكردية في سورية إلى الاهتمام بالشأن الكردي السوري، وظهور أحزاب كردية قوية غير متخندقة كـ (حزب يكيتي الكردي) و(حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية)، والتي لم تكن تابعة لطرف كردستاني معين، إلا أنّه ومع بدء الثورة في سورية، وعودة حزب الاتحاد الديمقراطي قوياً، واستلامه لإدارة المناطق الكردية في سورية، وامتلاكه لقوة عسكرية وأمنية، عاد الحزب ليفرض من جديد تقديس زعيمه على المجتمع الكردي في سورية، والذي صاحبه ردة فعل – لم تكن مماثلة في القوة- من قبل أنصار (البرزاني) الذين عادوا هم أيضاً إلى استخدام مصطلح (نهج البرزاني) على غرار (فلسفة أوجلان)، ليبقى الكردي السوري أسير منهج وفلسفة، لا يعرف عنها شيئاً سوى الاسم والزعيم الذي تنسب إليه.
 
الاستغلال السياسي لقدسية الزعيم
حاولت معظم الأحزاب التي امتلكت قائداً مقدساً مؤلَّهاً نشر تنشر أحقية زعيمها بالقداسة، وذلك لأنه كما يبدو إنّ ولاء الجماهير لشخص الزعيم قد يكون أكثر من ولائها للحزب وأفكار، ومبادئ الحزب، وخاصة عند الشعوب الشرقية التي تحترم وتؤمن بالأشخاص أكثر من الأفكار. لذلك نجد كثيراً إضفاء صفات تصل لدرجة الغيبية والأسطورية لهؤلاء الزعماء. كما يُلاحظ تغييب الحديث عن رفاق القائد في الحزب، إلا في الحدود الدنيا، وغالباً ما يكون الحديث عنهم لصالح إظهار ولائهم وتقديسهم للزعيم، أو تأثرهم بتوجيهاته وحكمته. 
دوافع انتشار ظاهرة قدسية الزعيم
تقف أسباب عديدة وراء انتشار هذه الظاهرة ضمن الحركة السياسية الكردية، وترسيخها على مدار عقود من النضال الكردي في سبيل حقوقه، وأهم تلك الأسباب : 
الرغبة الشخصية لشخصية الزعيم وميوله نحو الاستفراد بالحكم، ورغبته في أن يقدسه رفاقه، والتي تتطور إلى ضرورة التخلص من المنافسين للحفاظ على منصبه من خطر منافسيه.
قابلية الكرد كشعب شرقي لتقبل مثل هذه الأفكار، متأثراً بالموروث الثقافي الشرقي وبالأنظمة التي حكمته. وهو في ذلك لا يختلف كثيراً عن غيره من شعوب المنطقة.
استغلال بعض الزعماء الكرد لحالة الحرب والعسكرة التي تعيشها أحزابهم مع الحكومات في فرض فكرة أنّ الأوضاع لا تسمح بإجراء انتخابات وتغيير الزعامة، مما أدى مع مرور الزمن – بسياسة ممنهجة غالباً- إلى انتشار فكرة أنّه لا يصلح غيره للزعامة، وبتغييره سينهار الحزب، وسيفشل النضال.
الصراع بين الأحزاب الكردستانية والذي انعكس على القواعد الشعبية لتلك الأحزاب، حيث حاول كل فريق أن يدافع عن قائده، ويضيف إليه صفات أحقيته بالقيادة، رداً على ادّعاءات الأطراف الأخرى والتي كانت تجد أحقية زعيمها في القيادة.
 
أدوات وطرق ترويج التقديس للزعيم
سعت الأحزاب الكردية الرئيسية إلى تكريس قيم التقديس، وتحويلها من شكلها النظري إلى حالة تطبيقية لدى رجل الشارع العادي ولدى الفاعلين في الشأن العام. ومن أهم الأساليب المستخدمة:
الإعلام 
يُخصّص إعلام كل حزب من تلك الأحزاب مساحة كبيرة للتركيز على تصريحات وأقوال ومنهج وفلسفة وخصوصية وقدرات وأهمية الزعيم القائد، ونشر صوره وفيديوهاته التي تظهره في جميع أشكاله الاجتماعية والسياسية والعسكرية، ويتم إلغاء جميع البرامج في الفضائيات والزوايا في الصحف بمناسبة ميلاده أو وفاته.
نشر الصور والتماثيل 
يعتبر نشر صور الزعيم من الأدوات التي يستخدمها الزعيم أو حزبه للترويج لثقافة تقديسه، فلا يخلو مكتب حزب من تلك الأحزاب من صور لزعيم حزبهم، وتعلق صوره في الشوارع وعلى مداخل المدن أيضاً، وفي المؤسسات الرسمية. 
ولا توجد مؤسسة رسمية في الإدارة الذاتية دون صورة أو صور كبيرة لأوجلان، ولا يمكن أن يُعقد عزاء لشخصية، أو اجتماع صلح بين عشيرتين، وتقوم به عادة لجان الصلح التابعة للإدارة الذاتية، إلا وتكون صورة أوجلان معلقة بشكل واضح في صدر المجلس. وكذلك الحال عند الحزب الديمقراطي الكردستاني في تعامله مع شخصية (الملا مصطفى البرزاني) فالصور منتشرة في معظم مكاتب الحزب، ومؤسساته، ومن بينها المقر الرئيسي لمجلس الوزراء، حيث توجد صورة كبيرة (أكبر من علم كردستان) في صدر صالة مجلس الوزراء(23)
ولا تخلوا مظاهرة أو مسيرة أو تجمع من صور الزعيم القائد، وأحياناً تكون الصور طاغية على الشعارات المتعلقة بموضوع التجمع.
وقد أضاف حزب الاتحاد الديمقراطي من جهته على القائد صفة "القائد الأممي"، وبالتالي فهو قائدٌ لكل المكونات العرقية وليس قائداً للكرد وحدهم.
الشعارات والأشعار والأغاني
شعارات تمجيد وتقديس الزعيم والتي يتم ترديدها أثناء المظاهرات والتجمعات الجماهيرية كثيرة، وهي كما الصور فقد تطغى في المسيرة شعارات القائد على الشعارات المتعلقة بموضوع المسيرة أو التجمع(24) .
ولكل زعيم شعراؤه الذين يؤلفون له الأشعار، وتُغنَّى وتُلحّن بدورها من قبل فرق موسيقية مقربة من الحزب، ومهمتها الترويج لسياسات الحزب عن طريق الأغاني والموسيقا(25) .
الحاشية المصفِّقة 
مع وجود حاشية مصفِّقة مؤمنة بأفكار الحزب، وبأنّ قائده يملك قدرات خارقة عن العادة، ولا يصلح غيره للقيادة، توجد حاشية أخرى مصفِّقة لها مصالح، ومأجورة بعدة طرق سواء بامتيازات مادية أو غيرها(26) ، لاسيما عند الأحزاب التي تمتلك موارد اقتصادية ضخمة وقادرة على تقديم الميزات لهذا النوع من الحاشية.
المثقف المقدِس
عملت العديد من القوى الكردية الفاعلة على الأرض على صناعة أو استقطاب المثقف الذي يساهم في صناعة التقديس. وتكون مهمّة المثقف في هذه الحالة هي التنظير حول قداسة الزعيم، واكتشاف "نهجه" و"حكمته". وتقوم الأحزاب في هذه الحالة بطباعة كتب ودراسات المثقفين، وتوزيعها مجاناً، وأحياناً تدريسها أو فرض أجزاء منها في المناهج التعليمة. 
 
الخلاصات
ساهمت الأحزاب الكردية من خلال قداسة زعيمها في نشر أفكار تخالف أحياناً ما تدعوا إليه، متقمصة سياسات بعض الأحزاب التي تُحاربها (مثل حزب البعث).
من الملاحظ أنّ الأحزاب الكردية تختلف في درجة قداسة الزعيم، فحزب العمال الكردستاني وفروعه هم الأكثر تأليهاً لزعيمهم، ويأتي بعد ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني، وثالثاً حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وفروعهم المرتبط بهم في سورية.
من الواضح أنّ هناك سياسة ممنهجة من قبل الزعامات والأحزاب في نشر فكرة تقديس زعيمها، واستخدام ميزانية الحزب، وإعلامه، وكوادره، لتحقيق ذلك.
يغلب الطابع العسكري على الأحزاب التي تفرض تقديس زعيمها، فيما تأخذ الزعامة في الأحزاب السياسية شكل السيطرة على موقع الرئيس دون حالة التقديس.
استخدمت الزعامات والأحزاب الكثير من الوسائل لترسيخ مبدأ تقديس الزعيم، واستغلت موارد الحزب الإعلامية والمالية في ذلك.
انشقت العديد من الأحزاب الكردية في سورية بسبب تمسك زعيم الحزب بكرسي الزعامة، وهو مرض منتشر في الأحزاب الكردية السورية خاصةً.
أصبحت الحالة السياسية الكردية نموذجاً جديداً من العشائرية، فبدل أن يكون الولاء للحزب ولأهدافه، أصبح الولاء لشخص قائد الحزب أو لبعض القيادات، وظهرت في الأحزاب فئة من الحزبيين المتملقين للقائد كطريق لتحصيل المكاسب السياسية والمالية.
أدّى تقديس القائد إلى ربط كل فشل يقع فيه الحزب بالمؤامرات الخارجية، نظراً لغياب إمكانية تحميل القيادة العليا أدنى مسؤولية في ذلك، فهي مقدسة ومعصومة ولا تخطئ.
من غير المتوقع أنّ تتخلص الحركة السياسية الكردية من تقديس الزعامات، أو الانتقال السلس لكرسي الزعامة في المستقبل القريب، وخاصةً عند الأحزاب الكردستانية الكبيرة، فمنها ما يهيئ من الآن لأولاده باستلام الرئاسة، ومنها ما يرفض الحديث عن قداسة الزعيم باعتبارها خطاً أحمراً.
من غير الوارد أيضاً أن تتخلص الأحزاب السياسية الكردية في سورية في المستقبل القريب من الارتباط القوي بين الزعيم وكرسي الزعامة، دون إمكانية المقارنة بالحال الموجود لدى الأحزاب الثلاث الرئيسية. و ما يشكل خطراً أكبر على الحركة السياسية الكردية في سورية هو تبعيتها المطلقة تقريباً لتلك الأحزاب.
 
الهوامش:
 1- في سورية كانت جميع الخدمات تُصنّف باعتبارها من منجزات "الحركة التصحيحية"، وهو الاسم الذي تم استخدامه لوصف انقلاب حافظ الاسد على رفاقه عام 1970.
2- لوحظت هذه الحالة كثيراً في بداية تأسيس الإدارة الذاتية في سزريو، فقد كان يُمنع على الشخص وضع الساق على الساق عند الجلوس احتراماً لصورة عبد الله أوجلان، وقد شهد الكاتب هذا الأمر بنفسه.
3- الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي
4- الموقع الرسمي لحزب العمال الكردستاني
5- كان شعار الحزب في بداية تأسيسه عبارة عن خلفية حمراء؛ مع مطرقة ومنجلٍ؛ ونجمة صفراء في المنتصف.
6- ولد عبد الله أوجلان في 4/4/1948 في قرية تابعة لولاية أورفة بتركيا. درس الحقوق في جامعة استنبول، ثم انتقل إلى دراسة العلوم السياسية في جامعة أنقرة. أسس مع بعض رفاقه حزب العمال الكردستاني عام 1978، وترك تركية متوجهاً لسورية عام 1980، أعلن عام 1984 الكفاح المسلح ضد الدولة التركية لتأسيس دولة كردية، خرج من سوريا عام 1998 نتيجة الضغوطات التركية على الحكومة السورية، وتم اعتقاله في نيروبي عاصمة كينيا بتاريخ 14/2/1999 ومازال معتقلاً حتى اليوم.
7- انظر على سبيل المثال: 
حزب العمال الكردستاني، حقيقة القيادة هي حقيقة ميلاد المرأة، 3/4/2014
وأيضاً : وكالة هوار، ميلاد القائد أوجلان هو ميلاد فكر وفلسفة لمرحلة تاريخية جديدة، 3/4/2017
8- انظر على سبيل المثال : وكالة هوار، استذكار الأم عويش في ديرك وكركي لكي، 11/4/2017
وأيضاً: وكالة هوار، أوجلان بتحليله شخصية الأم عويش أطلق ثورة حرية المرأة، 11/4/2017
9- الحياة، العمال الكردستاني وسردياته المفخخة: بين صورة أوجلان "الزاهد" وصورته زعيماً أبدياً، 23/2/2017
10- الحزب الديمقراطي الكوردستاني، نبذة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني
11- ولد مسعود البرزاني في 16/8/1946 في مدينة مهاباد بكردستان إيران، وهو نفس العام الذي أسس فيه والده (ملا مصطفى البرزاني) الحزب الديمقراطي الكردستاني. استلم رئاسة الحزب منذ 1979 بعد وفاة والده، متزوج وله (8) أبناء معظمهم مسؤولون في إقليم كردستان العراق، وفي 12/6/2005 تم اختياره كأول رئيس لإقليم كردستان العراق، ومازال في منصبه حتى اليوم.
12- انظر على سبيل المثال:
Vedeng، بمناسبة ميلاد القائد الخالد البارزاني: المجلس الوطني بقامشلو يستضيف رئيس المجالس المحلية، 15/3/2017
وأيضاً: روج آفا نيوز، التقرير الإعلامي حول إحياء pdk-s لميلاد البارزاني الخالد بمنطقة عفرين، 15/3/2017
التآخي، في ذكرى ميلاد قائد الأمة الكوردية الخالد مصطفى البارزاني، 14/3/2017
13- يوجد في إقليم كردستان العراق العديد من الأحزاب التي تتنافس على مقاعد البرلمان، وإن كان الحزب الديمقراطي الكردستاني هو أقواها، فالاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، والاتحاد الاسلامي الكردستاني يُعدّون منافسين أقوياء للحزب في الإقليم. لذلك فمن الصعب فرض "نهج البرزاني" وقدسية شخصية البرزاني على جميع الأحزاب السياسية هناك.
14- ولد جلال الطالباني في 12/11/1933 في قرية (كلكان) التابعة لقضاء (كويه) بإقليم كردستان العراق، تخرج من كلية (الحقوق) في جامعة بغداد، انضم للحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم انشق عنه وأسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975، أصبح رئيساً للعراق عام 2006، وأعيد انتخابه لنفس المنصب عام 2010، وتوفي يوم 3/10/2017.
15- الكردايتي: كلمة تعني الإخلاص للقومية الكردية، والانتماء إليها.
16- الأردوغاني: مصطلح يستخدمه أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي ضد معارضي الحزب، وهي تعني أنّ الشخص عميل لأردوغان وتركيا.
17- يُعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي يستخدمات شباباً من (اتحاد شبيبة روج آفا) للقيام بأعمال كالضرب والتهديد والحرق، وغيرها من الأعمال التي لا تستطيع المؤسسات الرسمية للإدارة الذاتية القيام بها بشكل رسمي. وغالباً ما يقوم هؤلاء الشباب بأعمالهم وهم ملثمون. ويتم تبرير تحركاتهم باعتبار أنها تصرفات من شباب متحمس لم يتمكن من ضبط انفعالاته أمام الإساءات التي سمعها!.
18- ولد عبد الحميد حاج درويش عام 1936 في قرية (القرمانة) التابعة لمدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة، كان من بين المؤسسين لأول حزب كردي في سورية عام 1957، وانتخب سكرتيراً للحزب بعد الانشقاق الأول في صفوفه وغير اسم الحزب إلى (الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية)، وانتخب عضواً في مجلس الشعب السوري بين عامي 1994-1998، وفي 2005 انتخب نائباً لرئيس إعلان دمشق. ومازال حتى اليوم يرأس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية.
19- أضواء على الحركة الكردية في سورية، عبدالحميد درويش، 2000، ص102.
20- انشق عزيز داوود عام 1992، وأسس حزب المساواة الديمقراطي الكردي، وفي عام 2011 انشق فيصل يوسف وأسس حركة الإصلاح الكردي في سورية.
21- في السنوات الأخيرة وخاصةً بعد الثورة قل كثيراً استخدام مصطلح (جلالي)، وذلك لأن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني نأى بنفسه عن الصراع السياسي الكردي في سورية، وإن كان غالباً يقف إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي ويدعمه سياسياً وإعلامياً. وكذلك فإن هذا المصطلح كان دارجاً كثيراُ بعد الخلاف السياسي والذي تطور إلى اشتباكات مسلحة في إقليم كردستان العراق بعد عام 1994 بين حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وأثر ذلك على الحالة السياسية والاجتماعية الكردية في سورية وأصبح تداول مصطلح (برزاني، وجلالي) كثيراً على الألسنة، ولكن بعد الاتفاق بين الطرفين عام 1998، قل استخدام مصطلح (جلالي)، وبقي التنافس بين مصطلحي (البرزاني، والآبوجي)، ولكنه انخفض كثيراً بعد اعتقال عبد الله أوجلان عام 1999، ولكن عاد الصراع من جديد بين أكراد سورية بعد عام 2011. 
22- شوهدت بعض حالات النأي عن المصاهرة في حال الاختلاف السياسي، وخاصةً بين أنصار العمال الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني، وقد لا يوافق أهل الفتاة على تزويج ابنتهم من مناصر نقيضهم الحزبي، والعكس صحيح، ولكن حالات الرفض قليلة، لأن حالات النأي بالنفس عن الطلب هي الطاغية، وتعود للنظرة "التخوينية" التي انتشرت بين الأحزاب الكردستانية، وأثرت على جماهيرها.
23- يمكن رؤية الصورة على: حكومة إقليم كردستان العراق، الوزارات والدوائر 
24- انظر على سبيل المثال، أصوات الآلاف من نساء حلب تنادي “نعم للمرأة الحرة”، يوتيوب، قناة  Ajansa Hawar ANHA، 5/3/2017، تمت مشاهدته بتاريخ 13/5/2017
25- انظر على سبيل المثال :القائد عبدالله أوجلان، يوتيوب
اغاني عن مسعود برزاني، يوتيوب
26- يقال أنّه ظهرت مهنة المصفق المأجور لدى اليونانيين القدماء. وكان المصفق المأجور هو الشخص الذي يوكل إليه تحفيز الجمهور على التصفيق في نهاية العروض المسرحية.