هجمات جوية روسية غير اعتيادية على "عفرين" شمال حلب
أغسطس 31, 2021 1364

هجمات جوية روسية غير اعتيادية على "عفرين" شمال حلب

حجم الخط

تحت المجهر | هجمات جوية روسية غير اعتيادية على "عفرين" شمال حلب

 

شنَّ الطيران الروسي صباح 31 آب/ أغسطس 2021 هجمات جويَّة غير اعتيادية على منطقة عفرين شمال حلب، استهدفت معسكراً في بلدة"إسكان" يتبع لفصيل "فيلق الشام" والذي يعتبر من أكثر الفصائل تنسيقاًمع أنقرة، ولم تتسبب الغارات الجوية الروسية بأيَّة خسائر بشرية.

لكنَّ هذا الهجوم يحمل أهمية خاصة باعتبارها المرة الأولى التي تستهدف فيها روسيا منطقة عفرين منذ سيطرة المعارضة السورية والجيشالتركي عليها في عملية "غصن الزيتون" عام 2019، ومن المعلوم أنَّ الشرطة العسكرية الروسية انسحبت من المنطقة قبيل دخول المعارضةالسورية والجيش التركي إليها، في إطار تفاهم تركي روسي بقيت بموجبه القوات الروسية بعيدة عن أيِّ تصعيد أو رسائل متبادلة.

وعليه فمن المرجح أنَّ التصعيد بالغارات الجوية في هذه المنطقة يحمل رسالة سياسيِّة من روسيا، بالتزامن مع استمرار الضربات التركيةالجوية والمدفعية على مواقع تتبع لـقوات سورية الديمقراطية (قسد) تقع ضمن النفوذ الروسي، حيث تُنفذ تركيا منذ منتصف آب/ أغسطس2021 سلسلة من الاغتيالات عن طريق الطائرات المسيرة، أدَّت إلى مقتل ثلاثة قادة ميدانيين من قسد بالقرب من تل تمر وعين العرب، بالإضافة إلى ضربات مدفعية مكثفة تتركز على منبج وعين عيسى، والراجح أنَّ تلك الهجمات غير منسَّقة مع الجانب الروسي.

وتسعى تركيا من خلال تحركاتها العسكرية إلى الضغط من أجل دفع موسكو للوفاء بتعهداتها التي قطعتها في قمة "سوتشي" آواخر عام2019، لكنَّ الرد الروسي في عفرين جاء بمثابة جواب مفاده أنَّ موسكو تمتلك أوراق ضغط مؤثِّرة على الجانب التركي، ولن تذعن للضغط الميداني الذي عادة ما تستخدمه روسيا أيضاً في إدلب.

وكانت غارات روسية قد أودت في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بحياة قرابة ثمانين عنصراً من فيلق الشام، بعد استهداف معسكرٍ للفصيل فيمنطقة "جبل الدويلة" شمال إدلب.

وتشهد مخرجات القمة الرئاسية في "سوتشي" الموقَّعة آواخر 2019 بين تركيا وروسيا تعثراً في تنفيذ بنودها، إذ أنَّ تركيا تنتظر من روسيا الوفاء بالتزاماتها الخاصَّة بإبعاد عناصر قسد بعمق ثلاثين كيلومتراً عن الشريط الحدودي، في حين أنَّ أنقرة تعهَّدت بإنشاء ممرٍ آمنٍ على جانبي طريق M4 الدولي، وبعرض 6 كيلومترات، وهذا التعثر يدفع الجانبين لاستخدام التصعيد العسكري لتوجيه رسائل الانزعاج، وللدفع نحو تحريك الملفات العالقة.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التيليغرام اضغط هنا