خارطة النفوذ العسكري ديسمبر كانون الأول 2016
يناير 03, 2017 1602

خارطة النفوذ العسكري ديسمبر كانون الأول 2016

حجم الخط

أصدر مركز جسور للدراسات خارطةَ النفوذ العسكري لشهر كانون الأول/ديسمبر 2016، والتي أظهرت بعض التغيرات في نسب السيطرة الكلية والفعّالة لمختلف الأطراف المتحاربة عن خارطة النفوذ العسكري لشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2016. 
ويسعى المركز من خلال إصداره الشهري لهذه الخارطة إلى إبراز التطورات الميدانيّة التي تشهدها الساحة السوريّة، وانعكاساتها على نِسَب السيطرة الكلية والفعالة في عموم الأرض السورية وفي كل محافظة على حدة، وتحليل مضامينها وإيضاح دلالاتها على المستوى السياسي وقراءة مخرجاتها وفق جدليةٍ تربط ساحة الحرب بدهاليز السياسة. 
كان التطورُ الأبرز في الشهر الأخير من عام 2016 هو سيطرة قوات الأسد والميليشيات الأجنبية على القسم الشرقي من حلب بعد شهرين تقريباً من حملة عسكرية عنيفة شارك فيها بكثافة كلٌّ من طيران النظام والطيران الروسي، وكانت المعارضة المسلحة قد فرضت سيطرتها على حلب الشرقية منذ تموز/يوليو 2012، وبذلك أصبح كامل مدينة حلب خارج سيطرة المعارضة لتحل محلها قوات متعددة: روسية ممثلة بكتيبة شرطة عسكرية وفِرق لنزع الألغام وميليشياوية مكونة من مقاتلين أفغان وعراقيين ولبنانيين وجيش النظام ووحدات حماية الشعب الكردية.
وفي وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي واصلت قوات النظام مدعومةً بقوات من حزب الله خرقَها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان الروسي والتركي بُعيْد خروج المعارضة المسلحة من حلب، وذلك على الرغم من المطالبات الدولية بالتزام الهدنة، ولقد تصدت المعارضةُ المسلحة لهجمات النظام المتكررة ولازالت المعارك حتى اللحظة مشتعلة وسط ظروف مناخية قاسية وشح في المواد الغذائية والمستلزمات الإنسانية. 
في غضون ذلك تستمر قوات درع الفرات في محاولاتها للسيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية في ريف حلب الشرقي من قبضة تنظيم الدولة حيث شهدت المعارك هناك تبادلاً للسيطرة بين الطرفين.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تعد وحدات حماية الشعب عمودَها الفقري على قريتين في الريف الغربي لمدينة الرقة شمال شرقي سوريا، في إطار المرحلة الثانية لحملة ‹غضب الفرات› الهادفة لتطويق تنظيم الدولة في محيط الرقة.
ورغم أن انعكاس خسارة المعارضة المسلحة لكامل مدينة حلب على نسبتيْ السيطرة الكلية والفعّالة ظلَّ ضعيفاً، إلا أنّ استيلاء قوات النظام عليها يعدّ الاختراق النوعي الأضخم من نوعه منذ بدء الصراع العسكري في سوريا، ليبتدأ عام 2017 بمرحلة جديدة عنوانها ما بعد حلب.