تنظيم داعش يوجّه رسائل متعددة تشمل تركيا وهيئة تحرير الشام
أغسطس 05, 2023 2156

تنظيم داعش يوجّه رسائل متعددة تشمل تركيا وهيئة تحرير الشام

حجم الخط


اعترف تنظيم داعش في 3 آب/ أغسطس 2023، رسمياً بمقتل زعيمه أبي الحسين الهاشمي، عَبْر كلمة صوتية للمتحدّث باسمه أبي حذيفة الأنصاري بعنوان "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به"، جاء ذلك متأخراً 4 أشهر عن إعلان تركيا سابقاً تحييده في عملية وصفتها بالاستخباراتية. 

وتأخير الإعلان مرتبط -غالباً- بتعيين خليفة جديد للتنظيم إضافة للنواة الصلبة التي يُشكّلها مجلس الشورى، خصوصاً بعد مقتل مسؤول التنسيق بين الولايات البعيدة ومجلس الشورى أبي سارة العراقي (عبد الرؤوف المهاجر) في ريف إدلب الشمالي مطلع آذار/ مارس 2023، والذي أدى لاختفاء أعضاء المجلس. 

استمرّت الكلمة الصوتية للمتحدّث باسم التنظيم 30 دقيقة، وركّزت على 6 قضايا رئيسية هي: تعيين زعيم جديد له، والاعتراف بمقتل زعيمه السابق، وكشف علاقة هيئة تحرير الشام بمقتله، وأهداف التنظيم، ومصير المعتقلين من عناصره وعوائلهم، وتهديد الولايات المتحدة. 

حاول التنظيم التسويق لعدم قدرة الدول على معرفة طبيعة عمل التنظيم وهيكليته، كذلك عدم القدرة على تفكيكه وإنهائه بمجرّد مقتل شخص فيه وإنْ كان زعيمه؛ كون الأيديولوجيا والمظلومية هما المحرّك الأساسي له، حيث قال المتحدّث باسمه: إن داعش "يقوم على الأشلاء". 

نفى التنظيم رواية تركيا الرسمية التي أعلنت مقتله في 29 نيسان/ إبريل 2023، عبر عملية أمنية في ريف عفرين شمال حلب، وأكّد أن الهاشمي قُتل في اشتباك مع هيئة تحرير الشام التي وصفها بـ "الردّة"، حيث قامت أيضاً بأسر حمزة المهاجر الناطق الرسمي السابق باسم داعش. 

يُشير خطاب التنظيم إلى احتمال وجود توجُّه لديه لتصعيد عمل الخلايا التابعة له في مناطق سيطرة الهيئة؛ بعدما كان عدد من قادته يتحرّكون فيها بأمان نسبيّ عَبْر طرق مختلفة، إلا أن مقتل معظمهم في الفترة الأخيرة -كأبي سارة العراقي مسؤول التنسيق بين الولايات وزعماء التنظيم وهم أبو الحسين الهاشمي وأبو إبراهيم القرشي وأبو بكر البغدادي- سينعكس سلباً على الحالة الأمنية في مناطق إدلب. 

قد يُترجَم هذا التهديد بتصاعُد عمليات الاغتيال ضدّ القيادات الأمنية والعسكرية في الهيئة، والشخصيات الاقتصادية الفاعلة فيها، من المحتمل أن يحدث تفاهُم بين خلايا التنظيم وبقايا مجموعات أو عناصر تنظيم حراس الدين، والشخصيات الناقمة على الهيئة، للعمل على تهديدها أمنيّاً. 

أمّا زعيم التنظيم الجديد فهو أبو حفص القرشي، وتُشير المواصفات التي أطلقها المتحدّث عنه إلى أنّه من طبقة تلاميذ الزرقاوي والدائرة التي أسست التنظيم في مرحلته الثانية بين عامَيْ 2006 و2008 –على الأقل–، مما يؤكد انتماءه للصف الأول من القيادات المتبقية في صفوفه، مما يشكل شرعيّة مضافة له على منافسيه –في حال وجودهم– داخل التنظيم، ومن المرتقب أن تتوالى أخبار بيعته -كما قام عناصر من التنظيم في عدة بُلدان كالعراق ومالي- ترسيخ وجوده، رغم عدم معرفته لعموم العناصر، حيث استند المتحدث على قضية قتاله القوات الأمريكية، واستخدمها لتسويغ إخفاء اسمه الحقيقي والاكتفاء بكنية مستحدَثة له. 

أخيراً إنّ طلب التنظيم من أنصاره إعلان البيعة لزعيمه الجديد يأتي في سياق إصراره على الاستمرار بذات الخلفية الفكرية والنهج العسكري والأمني لأعماله، خاصة مع التأكيد على عمل قيادة داعش على تخليص معتقلي التنظيم من الأسر، بشتى الطرق المتاحة، ويُفترض أن تكون هناك كلمة قريبة رسمية لزعيمه الجديد، يبيّن فيها خطّته ووصاياه لعناصره، والإستراتيجية العامة التي سيلتزمها.