غياب الأُفُق السياسي لمباحثات تركيا مع النظام السوري
أبريل 28, 2023 1695

غياب الأُفُق السياسي لمباحثات تركيا مع النظام السوري

حجم الخط


عقدت تركيا والنظام السوري حتى الآن، اجتماعين على مستوى مسؤولي الاستخبارات ووزراء الدفاع بحضور ممثلين عن روسيا وإيران، ومن المرتقب استكمال هذه اللقاءات بعد انتهاء فترة الانتخابات التركية منتصف أيار/ مايو 2023. 

ويبدو أنّ تركيا تريد حصر مسار التطبيع مع النظام في المرحلة الأولى ضِمن المستوى العسكري والأمني، وعدم الانتقال بشكل سريع إلى خُطوات متقدّمة في العلاقات ونقلها للمستوى السياسي دون تحديد خارطة طريق واضحة عَبْر المباحثات العسكرية والأمنية يمكن البناء عليها لاحقاً. 

يُمكن القول: إن معالم خارطة الطريق المُرضِية لتركيا، والتي ستكون مقنعة لها لتطوير اللقاءات وترقيتها للمستوى السياسي تتمثل بالتوصل لاتفاق حول القضايا الخلافية التالية:  

  • مصير القوات التركية: تُصرّ تركيا على الاحتفاظ بوجودها العسكري في سورية إلى حين القضاء على التهديدات الإرهابية، والتوصّل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتّحدة. إذ تعتقد أن سحب قواتها سيؤدي إلى فراغ أمني، أي أنّها غير مستعدّة للاستجابة إلى مطالب النظام بإخلاء مواقعها العسكرية من سورية كمقدمة لتطبيع العلاقات. 
  • العلاقة مع المعارضة السورية:   تركيا غير موافقة على طلب النظام المتضمن التعامل معه كجهة سورية وحيدة، حيث تتمسك أنقرة بعلاقتها مع المعارضة السورية وتريد ضمان الموقف من مستقبلها في سورية وإشراكها في الحل النهائي. 
  • مكافحة الإرهاب:   ترغب تركيا بالتوصل إلى آلية فعّالة وواضحة لمكافحة الإرهاب، تستهدف التنظيمات الإرهابية، مع التركيز بشكل رئيسي على حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري، دون أن يتم استثمار هذه القضية لاستهداف مكونات المعارضة السورية؛ فهي تتخوف من عودة العمليات العسكرية لشمال غرب سورية تحت غطاء مكافحة الإرهاب، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الاستقرار وموجات هجرة جديدة. 
  • عودة اللاجئين:   تريد أنقرة أن يُقدّم النظام ضمانات لعدم عرقلة عودة اللاجئين إلى مدنهم وقُراهم.  

ومن غير المتوقع أن يستجيب النظام على المدى القريب والمتوسط لمطالب تركيا، خاصة في ظل دعم إيران لمطالبه، حيث تقوم مقاربتها على تمكين قوات النظام والقوات الرديفة لها (الميليشيات) من السيطرة على الأراضي السورية، دون أي إشارة لحل سياسي يكون للمعارضة السورية دور فيه. 

بالنتيجة وعلى فرض استمرار المحادثات بين أنقرة ودمشق بعد الانتخابات، فإنه من غير المتوقّع أن يكون هناك أي أُفُق سياسي لها، إلا إذا حدثت متغيرات مؤثرة لاحقاً تُغيّر من المعطيات الراهنة.