حزب الله قد لا يكون الهدف الوحيد بعد الآن للضربات الإسرائيلية في سورية
قامت إيران، في خطوة غير اعتيادية، بالإعلان عن مقتل ضابط في الحرس الثوري خلال غارة جوية شنتها إسرائيل على منطقة في دمشق صباح الجمعة، وبحسب وسائل إعلام عربية، كان هذا هو الهجوم الثاني المنسوب لإسرائيل خلال 24 ساعة. وأصيب جنديان من قوات النظام في الهجوم الأول. لقد وقع ما لا يقل عن 6 من هذه الضربات خلال آذار/مارس، وهو رقم مرتفع مقارنة بعدد الضربات التي نُفذت في الأشهر القليلة الماضية.
وقد أفادت تقارير غير مؤكدة لمصادر المعارضة السورية أن 5 من عناصر الحرس الثوري قتلوا في الهجوم الذي استهدف مستودعات أسلحة تابعة لميليشيات تدعمها إيران. بالمقابل أوردت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أن تقريراً أفاد بمقتل شخص إيراني واحد فقط، وهو مستشار عسكري اسمه ميلاد حيدري.. وبحسب تقارير واردة من سورية، فإن معظم الهجمات الأخيرة استهدفت فيلق القدس المسؤول عن الهجمات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن علاقاته مع حزب الله.
وفي 13 آذار/ مارس، وقع هجوم بالقرب من مفرق مجيدو Megiddo ؛ حيث انفجرت عبوة ناسفة عندما مرت شاحنة، وأصيب سائق عربي إسرائيلي بجروح خطيرة. وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، تبين أن العبوة كانت قد وضعت من قبل أحد الأشخاص الذي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، متجهاً جنوباً على دراجة كهربائية.
وقامت قوة إسرائيلية بقتل المتسلل في اليوم التالي، بينما كان يحاول عبور الحدود إلى لبنان. حتى الآن، هناك ما يشير إلى تورط حزب الله في الهجوم، وربما بالتعاون مع إحدى الفصائل الفلسطينية في لبنان، ولكن لم تنشر وزارة الدفاع الإسرائيلية حتى الآن رواية رسمية عن الحادث.
لكن سلسلة الهجمات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سورية قد تشير إلى وجود عنصر آخر في الأحداث الأخيرة، وهو الحرس الثوري. فقد أعربت إسرائيل مؤخراً عن قلقها من تزايد انخراط إيران في جهود تنفيذ هجمات ضد إسرائيل. وقام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بتحويل أموال للفلسطينيين في الضفة الغربية لتشجيعهم على تنفيذ هجمات.
لطالما هاجمت إسرائيل الأراضي السورية بشكل متكرر خلال العقد الماضي. ففي السنوات السابقة، كانت الضربات موجهة بشكل رئيسي إلى القوافل التي تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ركزت الهجمات بشكل أكبر على مواقع إنتاج الأسلحة والمستودعات التي تحتوي على أسلحة تابعة لإيران والميليشيات المرتبطة بها في سورية.
في المقابل، نُسبت ضربات قليلة فقط على الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل. وهذا يحتمل أن إسرائيل، كما في الماضي، تُفضل شن حملتها في الأراضي السورية، وضرب أهداف إيرانية هناك، خشية أن يتحول الاشتباك المباشر مع حزب الله في لبنان إلى حرب، حتى لو لم يرغب الطرفان في ذلك.
وهذا يدل على أن التصعيد الأخير في الشمال الإسرائيلي يحدث بينما يوجد في إسرائيل وزير دفاع تحت الاختبار. لقد مر أسبوع واحد فقط على إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار عزل يوآف غالانت من منصبه، فيما يتعلق باحتجاجات جنود الاحتياط ضد الإصلاح القضائي المقترح.
واتهم نتنياهو غالانت بإظهار الضعف في مواجهة العصيان. من الناحية العملية، حتى الآن، لم يتم إرسال أي خطاب إقالة إلى غالانت، مما يعني أنه من الناحية القانونية، لم يبدأ العد التنازلي لبداية مدة الـ 48 ساعة لرحيله، والذي يبدأ عند تلقي مثل هذا الخطاب.
لذلك، من الواقع اعتبار هذا الأسلوب، نهجاً إسرائيلياً يهدف لتنفيذ الضربات على أراضٍ سورية، مستهدفةً عناصر وأفراد إيرانيين وخاصةً ممن تورط في التخطيط والتنفيذ لعمليات ضد إسرائيل. مثل هذه الاستهدافات، تحقق أهداف إسرائيلية مزدوجة، في اغتيال شخصيات أو تدمير مواقع إيرانية (ليست لحزب الله) بالإضافة لتحاشي التصعيد الغير مرغوب فيه.
بقلم: عاموس هاريل
ترجمة: عبد الحميد فحام
المصدر: هآرتس