تحليل خرائط تواجد حزب الله في سورية
تمهيد
منذ عام 2011، بدأ حزب الله اللبناني تدخّله في سورية، بتقديم الخدمات الاستشارية لقوات النظام والأجهزة الأمنية، ثم الدعم العسكري غير الرسمي، ليعقبه التدخّل الرسمي واسع النطاق في نيسان/ أبريل 2013، خلال معركة القصير قرب حمص.
وخلال سنوات النزاع في سورية، عزز حزب الله من انتشاره عسكرياً في 9 محافظات، دون الاعتماد على حضوره المباشر فحسب، بل بعد إنشاء شبكات محلية تدين بالولاء له.
تهدف هذه الدراسة إلى عرض وتحليل انتشار حزب الله في سورية، والمواقع التي تمركز بها، مع تحليل موضوعي لأسباب هذا التمركز وإطاره الزمني.
ويساهم تحديد نقاط تمركز الحزب في تحديد مسار أهم طرق الإمداد البري التي تعتمد عليها لتوريد الأسلحة إلى لبنان، وفي معرفة منشآت التدريب والتسليح والتخزين التابعة للحزب في سورية، وفي توضيح الأهداف الاستراتيجية التي حققها حزب الله من تدخله في سورية، وطريقة نشاطه عسكرياً وأمنياً وثقافياً واقتصادياً.
وتُعتبر خريطة الانتشار العسكري لحزب الله في سورية، الصادرة عن مركز جسور للدراسات، هي الأولى من نوعها، إذ لم يسبق أن تم تغطية كافة مواقع تواجد الحزب بهذا الشكل. لكن ينبغي الإشارة إلى أن جهات أخرى أصدرت من قبل خرائط لتوزع الحزب في سورية، إلا أنها لم تكن شاملة أو لم تتصف بالدقة.
وقد حمل تحديد مواقع انتشار وتوزع حزب الله في سورية عدداً من التحديات، منها صعوبة التمييز بين نقاط تواجد حزب الله وغيره من القوات الأجنبية والمحلية، لا سيما على خطوط التماس الممتدة على مسافات طويلة، إضافة لعدم وجود قواعد عسكرية كبيرة له على غرار القوى الأخرى. هذا عدا عن صعوبة الوصول إلى معلومة دقيقة ومتطابقة من المصادر المغلقة في ظل السيولة التي توفّرها المصادر المفتوحة.