القصف الأمريكي في سورية بعد بدء حرب غزة
فبراير 19, 2024 784

القصف الأمريكي في سورية بعد بدء حرب غزة

حجم الخط

رصد مركز جسور للدراسات قصف قوات التحالف الدولي أو القوات الأمريكية بشكل منفرد لحوالَيْ 90 هدفاً تابعاً للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية، وذلك عَبْر 43 عملية قصف جوي وبري ورداً على عمليات القصف التي نفّذتها هذه الميليشيات ضد قواعد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية في سورية والعراق والأردن منذ بَدْء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويُلاحَظ أنّ معدل الاستهدافات الأمريكية كان يتناسب طرداً مع عدد خسائر عمليات القصف التي تنفّذها الميليشيات الإيرانية وحجمها، والتي تجاوزت 100 ضربة خلال المدة الزمنية نفسها. 

من حيث النطاق الجغرافي لعمليات الاستهداف يُلاحَظ أنّها انحصرت ضِمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور وتركّزت في مراكز مدن دير الزور والبوكمال والميادين والأرياف القريبة المحيطة بها، حيث تُعتبر هذه المناطق غالباً مراكز الانتشار الرئيسية للميليشيات الإيرانية شرقي سورية، وتنطلق منها معظم عمليات الاستهداف ضد القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي. 

استخدمت قوات التحالف والقوات الأمريكية الطيران الحربي من طراز  F15 في 18 عملية استهداف والطيران المسيّر في 14 عملية والمدفعية والقذائف الصاروخية انطلاقاً من القواعد العسكرية في 8 عمليات استهداف، فيما استخدمت القوات الأمريكية -ولأول مرة في سورية- قاذفات بعيدة المدى من طراز  Rockwell B-1 انطلقت من أراضي الولايات المتحدة في تنفيذ 50 عملية استهداف خلال جولة واحدة في 2 شباط/ فبراير رداً على مقتل 3 جنود أمريكيين بهجوم مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية على قاعدة الركبان العسكرية الأمريكية على الحدود السورية الأردنية. 

من حيث طبيعة الأهداف التي قصفتها قوات التحالف أو القوات الأمريكية فقد توزعت بين 42 موقعاً ونقطة عسكرية تتمركز فيها عناصر الميليشيات، و25 مستودعاً للسلاح والذخيرة معظمها مستودعات للصواريخ والطيران المسيّر الانتحاري المستخدم في استهداف قواعد قوات التحالف والقوات الأمريكية، و5 قوافل أو عربات عسكرية تُستخدم لنقل العناصر أو الأسلحة بين مناطق انتشار الميليشيات في سورية والعراق، و7 منصّات إطلاق صواريخ تُستخدم أيضاً في عمليات استهداف قواعد قوات التحالف والقوات الأمريكية، و 3 معسكرات تدريب ومنشأتَيْ تصنيع عسكري، و6 مقرات عسكرية تنوّعت بين مقرات اتصالات واجتماعات وقيادة وإقامة تابعة للميليشيات. 

إنّ تركُّز الضربات على مواقع تمركز الميليشيات ومستودعات الصواريخ والطيران المسيّر التابعة لها وقوافل وعربات النقل العسكرية التي تتولى عمليات شحن الأسلحة ونقلها ومنصّات إطلاق الصواريخ يعكس أهداف هذه الضربات المتمثّلة بشلّ أو تقويض القدرة الصاروخية وسلاح الطيران المسيّر لدى هذه الميليشيات لكونها تشكّل التهديد المباشر الأكبر لقواعد التحالف الدولي وقواته والقوات الأمريكية في سورية. 

من حيث الخسائر البشرية رصدت بيانات المركز مقتل ما لا يقل عن 54 من عناصر الميليشيات؛ 25 منهم من الجنسية السورية و17 عنصراً أفغانياً و12 عراقياً، ينتمي 17 عنصراً من هؤلاء القتلى لميليشيات "فاطميون" الأفغانية و9 لميليشيا "النجباء" العراقية و 7 لـ"ميليشيا الدفاع الوطني" و4 لقوات النظام السوري و17 عنصراً لم يُعرف انتماؤهم بالتحديد، لكنّهم ينتمون جميعاً للميليشيات المحلية متوسطة وصغيرة الحجم التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا فيلق القدس، ويُلاحَظ أنّ حجم الخسائر البشرية لا يتناسب مع حجم عمليات الاستهداف التي نفّذتها قوات التحالف والقوات الأمريكية وعددها، وذلك غالباً بسبب تكتيك الإخلاء والتنقُّل الدائم الذي تتبعه الميليشيات الإيرانية في عمليات تمركزها وتنقُّلها في سورية. 

عموماً إنّ عمليات الاستهداف التي تنفذها قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية ضد الميليشيات الإيرانية في سورية، وبالرغم من ارتفاع معدلها وتحوُّلها إلى ردّ مباشر وشِبْه فوري على كل عملية استهداف تتعرض لها قواعدها إلّا أنها ما تزال ضِمن إستراتيجية الرد والاحتواء الأمريكية لهجمات الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني ومواجهة الحملات الإعلامية التي تتعرض لها الإدارة الأمريكية الديمقراطية؛ نتيجة تزايُد هجمات هذه الميليشيات، مع حرص الجانب الأمريكي الدائم على عدم تطوُّر هذه الغارات إلى تصعيد مباشر مع إيران في سورية من خلال حصر استهدافها للميليشيات التابعة للحرس الثوري، دون استهداف قواعده الرئيسية أو قيادييه ومستشاريه هناك. 

Info-01