رسائل إسرائيلية بعد زيارة واشنطن
نوفمبر 27, 2025 522

رسائل إسرائيلية بعد زيارة واشنطن

حجم الخط

عقد مركز جسور للدراسات في مقره الرئيسي بدمشق يوم الأربعاء 26 تشرين الثاني / نوفمبر2025  لقاءً جديداً من سلسلة "صالون جسور" بعنوان:  
  " رسائل إسرائيلية بعد زيارة واشنطن"، بمشاركة مجموعة من المختصين في المجالات السياسية والبحثية والإعلامية، الذين أغنوا النقاش بقراءات معمّقة وتحليلات متباينة، عقب الإحاطة التي قدّمها باحثو المركز حول الموضوع.  

استعرض اللقاء أبعاد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى واشنطن، حيث استقبلهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بترحيب رسمي واسع. وقد اعتُبرت الزيارة حدثاً مفصلياً في المشهدين السوري والإقليمي، غير أنّها أثارت ردود فعل غاضبة من بعض الأطراف، وعلى رأسها إسرائيل، التي بعثت رسائل تصعيدية متتالية — سياسياً عبر تصريحات مسؤوليها، وميدانياً في الأراضي السورية المحتلة، وأخيراً عَبْر مواقفها في جلسة مجلس الأمن الخاصة بالانتقال السياسي في سوريا.  

كما تناول النقاش معطيات جديدة على المستوى الأممي، ولا سيما مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وقطر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في سوريا، وما طرأ عليه من تعديلات موسّعة خلال المناقشات والتصويت، حيث تحوّل المشروع من قرارٍ يرحّب بانتخابات "مجلس الشعب" إلى قبول مشروط بها، مع إعادة التأكيد على متطلّبات القرار الأممي 2254 كأساس للرؤية الدولية للحلّ السياسي.  

ولفت المشاركون إلى التحوّل الذي طرأ على الموقف الإسرائيلي بعد سقوط نظام الأسد، إذ انتقلت إسرائيل — وفق توصيفهم — من موقع المراقب الحَذِر إلى موقع الطرف المتدخّل في الشأن السوري، بعدما فقدت ما كانت تعتبره "ضمانة استقرار حدودها" في عهد النظام البائد الذي رفع شعار "المقاومة والممانعة" دون أيّ مواجهة فعلية.  

وتعدّدت الرؤى خلال النقاش حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حيال سوريا، بين مَن يرى انسجاماً في الأهداف والسياسات، ومَن يرى اختلافاً في أولويات الطرفين. غير أنّ معظم المشاركين أجمعوا على أنّ تعزيز أوراق القوة الداخلية السورية هو المدخل الأساسي للتعامل مع التحدِّيَات الخارجية، وأن الإصلاحات البِنْيَويّة في الدولة والمجتمع تشكّل ضرورة وطنية لتقوية الموقف السوري في أيّ مفاوضات مقبلة.  

وخَلُص اللقاء إلى أنّ مواجهة إسرائيل — في المرحلة الراهنة — لا يمكن أن تكون عسكرية، بل دبلوماسية وسياسية، عَبْر بناء نفوذ داخلي متماسك وقدرات تفاوضية فعّالة، بما يتيح لسوريا استعادة موقعها الإقليمي وكبح التدخُّلات الخارجية في شؤونها.  


1 (2)

3 (1)


5 (1)

2 (4)