السويداء: صراع الأجندات المحلية والدولية
مثلت محافظة السويداء جنوب سورية تحديّاً حقيقياً أمام سلطة النظام السوري، إذ أن الاعتبارات الإثنية والسياسية حالت دون تطبيق الحل العسكري وبسط سلطة النظام السوري بالقوة على غرار باقي المحافظات، وأتاحت للفاعلين المحليين هامش تحرك ومناورة مستفيدة من مواقف الدول الفاعلة في الملف السوري.
حتى يومنا هذا فإن المتاح بالنسبة للنظام هو العمل على الاختراق الأمني، ومحاولة توسيع دائرة المتعاونين المحليين للتغلب على العقبات التي تحول دون السيطرة الكاملة.
تستعرض هذه الورقة خصوصية محافظة السويداء، بالنظر إلى الاعتبارات السياسية والجغرافية والدينية، والتي جعلت منها نموذجاً متفرداً عن باقي سورية، بالإضافة إلى تحديد أبرز الفاعلين المحليين المؤثرين في الواقع العسكري والأمني، مع التوسع في دور المرجعيات الدينية، والتغيرات التي طرأت على حضورها في المشهد العام لمحافظة السويداء.
أيضاً فإن الورقة تناقش المصالح التي تدفع الجهات الدولية، وخاصة روسيا وإسرائيل للاهتمام في السويداء والسعي لتأسيس نفوذ بداخلها، وآلية توظيف هذا الملف كورقة ضغط يتم استخدامها، مع التطرق إلى تصاعد التأثير الروسي مؤخراً في هذه البقعة الجغرافية.
وتستهدف هذه الدراسة عموم المهتمين بملف محافظة السويداء، من باحثين أو سياسيين أو جهات دولية، حيث تم إنجازها بطريقة تفصيلية وموسعة.
اعتمدت الدراسة التحليلية على مقابلة مع نشطاء سياسيين من محافظة السويداء، وبعض المقربين من المرجعيات الدينية، تم إجراؤها في الفترة الممتدة من 28 أيلول/ سبتمبر، حتى 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بالإضافة إلى تقارير المعلومات التي نشرتها مؤسسات موثوقة عن أوضاع محافظة السويداء.
خلُصت الورقة إلى استشراف سيناريو السويداء ضمن واحد من سيناريوهين، الأول وهو الذي تم ترجيحه، يفترض توسيع موسكو لنفوذها في السويداء، لتصبح صاحبة الكلمة العليا فيها، في حال استكملت تفاهماتها مع واشنطن وإسرائيل، وهنا ستعمل روسيا على إعادة ترتيب المشهد العسكري وفق مصالحها، أما السيناريو الثاني فيتوقع استمرار الاضطرابات نتيجة التدخلات الدولية، وذلك في حال قررت الدول الفاعلة أن تستمر في الضغط على روسيا نتيجة عدم التوصل إلى تفاهمات معها.
لقراءة المادة بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)