التصعيد بين "قوات سوريا الديمقراطية" والنظام السوري
تمهيد
تتَّسِم العلاقة بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي يشكِّل تنظيم وحدات حماية الشعب YPG ركنها الأساسي بخصوصية معينة، يسعى من خلالها الطرفان إلى العمل على ترحيل المواجهة بشكلٍ مستمر بهدف التفرُّغ إلى المخاطر ذات الأولوية، والتي تكون في بعض الأحيان مخاطر مشتركة تهدِّد الطرفين.
محاولات تدوير زوايا الخلاف وترحيل المواجهة يتخللها من وقت لآخر تصعيدٌ وتوتُّر ميداني بسبب بعض الملفات الخلافية، والتي يسعى الجانبان غالباً لمحاولة إيجاد مخارج لها، وعدم تركها تخرج عن السيطرة
منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر 2020 طفت على السطح بوادر توتُّر جديد بين النظام السوري و"قسد"، كانت محافظة الحسكة وريف حلب الشمالي مسرحه، وتطوَّر التوتر إلى اعتقالات متبادلة في صفوف عناصر الطرفين، واستمرَّ هذا التوتُّر إلى شباط/فبراير مع انخفاض نسبي في حدَّته.
لم يعلن الطرفان عن أسبابٍ واضحة ومحدَّدة تقف خلف دوافع التصعيد، لكن من الواضح أنَّ جملة من النقاط الخلافيَّة التي برزت مؤخَّراً جعلت الأطراف تنتهج خيارات صدامية خشنة في المرحلة الحالية.