الاستقرار في سوريا بعد اجتماع واشنطن: الفرص والتحديات
عقد مركز جسور للدراسات في مكتبه الرئيسي بدمشق لقاءً جديداً من "صالون جسور" تحت عنوان:
"الاستقرار في سوريا بعد اجتماع واشنطن: الفرص والتحديات"
حضر اللقاءَ عددٌ من ممثلي القُوى السياسية والباحثين والإعلاميين وناشطي المجتمع المدني، الذين ناقشوا أبعاد الزيارة "التاريخية" التي استضافت بها الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس السوري ووزير خارجيته والوفد المرافق لهما، والتي جاءت بعد قرار مجلس الأمن رفع العقوبات الجزائية عن الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبل الحكومة السورية في البيت الأبيض، في أول زيارة يقوم بها رئيس سوري للعاصمة واشنطن، وكانت التصريحات الأمريكية الداعمة للحكومة السورية من واشنطن ضِمن سياق متصل مع اللقاء السابق في نيويورك وقبل ذلك اللقاء الأول في الرياض.
مؤشرات هذه الزيارة بشكل خاصّ واللقاءات السابقة إلى جانب الموقف الأمريكي بشكل عامّ كانت محلّ نقاش مستفيض، خاصة أن الولايات المتحدة وقطر -ثم انضمت لهما دول أخرى- تقدموا بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن الترحيب بانتخابات البرلمان في سوريا ودعم عملية الانتقال السياسي في البلاد واستكمالها.
وبناءً على تحليل الموقف الأمريكي وتجاذُباته الداخلية وخاصة ضِمن المؤسسة التشريعية انتقل النقاش في اللقاء إلى آثار الزيارة على مشهد الاستقرار في سوريا، خاصة مع ما حملته من انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش، ودعم تنفيذ اتفاق 10 آذار/ مارس بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وإيصال المفاوضات السورية الإسرائيلية إلى نتائج تدعم استقرار المنطقة.
رأى المتحاورون في اللقاء أن الفرص كبيرة مع وجود الكثير من التحديات والعقبات، وخلصوا إلى أن الإجراءات الداخلية في سوريا هي الضامن الحقيقي للاستفادة من المواقف الخارجية، مع الإشارة إلى دور الحكومة السورية ودور المجتمع المدني في تحقيق هذه الإجراءات التي يحتاجها الأمن والاستقرار، وأن سوريا بكافّة قُواها السياسية والاجتماعية والاقتصادية أمام فرصة تاريخية تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل الداخلي والخارجي الذي سيكون العامل الأهم في رسم مستقبل التنمية والازدهار.

